بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تتساقط الآمطار و أنا أكتب هذا الموضوع ، سبحان الرحمن الرحيم ، مطرنا بفضل الله و برحمته ، و الحمد لله رب العالمين .
إخوتي في الله ،
تعلمون أن المرء يذنب ذنوباً و ليس بمعصوم ، غير أننا حينما نذنب قد نستغفر ، و كثيراً ما نغفل عن آيات الله المحيطة بنا ...
لقد تأملت اليوم حينما أطعت هوى نفسي كيف أن الشيطان يأمر بالسوء و الفحشاء و أن أقول على الله ما لا أعلم ، قــال تعالى ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرضى حلالاً طيباً و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ،،، إنما يأمركم بالسوء و الفحشاء و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون )
نعم تقول على الله ما لا تعلم ... انظروا إلى خطوات الشيطان ثم احذروا أن تـقــعــوا فيها :
إن الشيطان يوسوس لك بالمعصية ، ولكن ليس مباشرة ، بل يعطيك أعذاراً قبل أن تعمل طاعة ، و ما تلبث هذه الطاعة حتى تنقلب معصية ثم تذنب و تذنب و تذنب ... ثم يأتيك و يقول : لو أراد الله لك هداية لوفقك ، الله غفور و سيغفر لك هذا الذنب ، و لازلت شاباً فاستمتع الآن ثم استغفر و سيغفر لك الله ...
ثم أنت تذنب و تذنب و لا تدري أن قلبك يقسو و يظلم بصرك عن الحق و الهدى بسبب ذنوب صغيرة تقودك لذنوب كثيرة .... ثم يأتيك الشيطان مرة أخرى و يقول لك : لقد كتبك الله من الضالين الشقيين فلم تتعب نفسك بصلاة و تسابيح .. اعمل ما شئت فأنت تحرم نفسك في هذه الحياة و أنت محروم في الآخرة ... فافعل كذا و افعل كذا و افعل كذا .. ثم استغفر بالليل و سيغفر لك الله حتماً ....
ثم تذنب و تذنب ... و تتراكم الذنوب و إن كانت صغيرة ، ثم تصدك عن ذكر الله و عن الصلاة ... و تكن في غم و هم من الدنيا و كل هذا من الشيطان .. خــطـــوات الشيطان التي جعلتك تتجاوز حدود الله و تسرف على نفسك و تحملها ما لا تطيق من الذنوب ، و ترتاب في رحمة الله و عفوه ... قال تعالى ( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب )
لكن تعال لننظر بعد أن تستـغــفـر و تستعيذ من هذا الشيطان الرجيم :
استغفر الله و أتوب إليه ، أعوذ بالله من الشيطان و شركه و أن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم .
لقد ذهب الشيطان .. و قد يعود ... هيا بادر و استحضر عظمة الله و أنت عصيته قبل ، و استحضر قدرته عليك و أنه قادر على قبض روحك قبل أن تسـتـغــفـر من الذنوب .. إنه لشيء عظيم
ستصلي و تستغفر و ثم تجلس مع نفسك و تحاورها و تقول لها أنها أخطأت و لن تعود لمثله و تعزم على ذلك ....... انتظر ! هذا ليس كلاماً من غير عمل لابد من الصدق و التوبة النصوح التي لا رجعة بعدها للمعاصي ...... سيأتيك الشيطان و يقول لك : الآن تتوب و قد عملت ما عملت لن يغفر الله لك .... نعم لا تستغرب فهو غوي مضل مبين ... لكن اقمعه و اذكر الله كثيراً و سبحه بكرة و أصيلاً و اسأله أن يعينك على ذكره آناء الليل و أطراف النهار لعله يرضى عليك و يغـفر لك و يجعلك من عباده الصالحين ...
لن تكتفي بالاستعاذة و الاستغفار لتقمع الشيطان ، بل لا بد أن تغيظه ... عليك بالسجود ( الذي لم يستطع إبليس أن يفعله عندما أمر به ) نعم اسجد لله سجدة طويلة ، و سبحه و استغـفـره و اذكره ذكراً كثيراً و اسأله العفو و العافية و اسأله الهداية و استغفر لك و للمؤمنين و المؤمنات ...
لابد ان تنتصر عليه لأنك مؤمن بالله الغفور الرحيم القادر على كل شيء ..... ابدأ بنفسك و لا تستمع لخطوات الشيطان و لو ارتبت أن الله لن يغفر لك فاعلم أنك في ضلال فتب إلى الله توبة نصوحاً فالله غفور رحيم لمن صدق معه ، و هو شديد العقاب لمن كذب به وتهاون ... إنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم القانطون ، فاسأل الله من فضله
يا ربنا إنا لا نـتـقـي إلا برحمتك فاغفر لنا ذنوبنا كلها و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
ربنا إن لم تغفر لناو ترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا أوزعنا نشكر نعمتك التي أنعمت علينا و على والدينا و أن نعمل صالحاً ترضاه و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
بذكرك يا مولى الورى نـتـنـعـمُ # و قد خاب قوم عن سبيلك قد عـــمـوا
شهـدنا يقيناً أن عــلمك واســع # فأنت ترى مـــــا في القـلوب و تعـلمُ
إلــــهي تـحـمـلنا ذنوباً عظيمة # أسأنا و قــصرنا و جــــودك أعــظـــم ُ
سترنا معاصينا عن الخلق غـفـلة # وأنت تــرانـا ثم تــعـفُ و تــرحــمُ
و حـقــك ما فينا مسيء يـَـسُـرّهُ # صـدودك عـنـه بــل يخــاف و يــنــد مًُ
سـكـتــنـا عن الشكوى حياء و هيبة # و حـاجـتـنـا بالمـقــتـضى تتـكــلـمُ
لا تنسونا من صالح الدعاء ،،
.
.
تعليق