(1)
أطفال درعا لم يكونوا يمتلكون حساباً في تويتر - وربما لم يسمعوا به - عندما كتبوا على الحائط هذه التغريدة: يسقط بشار!..
(يسقط بشار) تغريدة كتبت بالدم..
سيأتي عجوز اسمه «التاريخ» ويفتتح حساباً شخصياً في تويتر..
أطفال درعا لم يكونوا يمتلكون حساباً في تويتر - وربما لم يسمعوا به - عندما كتبوا على الحائط هذه التغريدة: يسقط بشار!..
(يسقط بشار) تغريدة كتبت بالدم..
سيأتي عجوز اسمه «التاريخ» ويفتتح حساباً شخصياً في تويتر..
فقط ليقوم بعمل «الرتويت» لهذه التغريدة الفاتنة.
(2)
الولد المشاغب في حارتنا، والذي شطب من اللوحة المعدنية اسم الشارع (الذي يحمل اسم شخصية اعتبارية) ليحوله إلى اسم حبيبته، لم تكن لديه صفحة على الفيسبوك، ولكنه بالتأكيد يمتلك صفحات من المحبة، والجرأة لإعلان هذا الحب أمام الملأ.
الولد المشاغب في حارتنا، والذي شطب من اللوحة المعدنية اسم الشارع (الذي يحمل اسم شخصية اعتبارية) ليحوله إلى اسم حبيبته، لم تكن لديه صفحة على الفيسبوك، ولكنه بالتأكيد يمتلك صفحات من المحبة، والجرأة لإعلان هذا الحب أمام الملأ.
كل الأولاد في حارتنا ضغطوا على زر «أعجبني» على صفحات قلوبهم!
(3)
تويتر: حائط إلكتروني.. والفيسبوك كذلك..
لا تحتاج معه إلى «بخاخ»..
لوحة المفاتيح كفيلة بمنحك المساحة والخصوصية والحائط والألوان.. واكتب ما تشاء.
(4)
الإنسان - منذ الإنسان الأول - يحتاج إلى أن يكتب.. يريد أن يقول كلمته.
إنسان الكهف ترك نقوشه على جدران الكهوف.. قبل القلم كتب بأظفاره وبالحجارة وبالرسم البسيط.
(5)
إذا أتت السلطة لتمنع الكلمات.. فسيبتكر الإنسان ألف حيلة، ويصنع المنابر التي لا تخطر على بالها.
في بعض البلدان جدران الحمامات العامة تحوّلت إلى صحف: صفراء.. وحمراء أحياناً!
(6)
صاحبي البدوي استطاع أن «يبدون» كل وسائل التقنية:
لديه جوال لرسائل القبيلة، ومنتدى يتحدث عن قصصها و(بطولاتها) من وجهة نظره.
وهو في الطريق لامتلاك قناة فضائية سيسميها باسم ناقته المفضلة.
ولديه أحدث ما أنتجته التكنولوجيا وابتكره العقل الغربي من أجهزة لتحديد موقع طيره وهو يطارد الحبارى.
تستطيع أن تقول، وبضمير مرتاح، إن: التكنولوجيا تعمل - أحياناً - في خدمة التخلف..
وإن العقل الذي ابتكر الآلة لن يحرك بالضرورة «العقل» الذي يستخدمها!
الآلة ابنة العقل الذي ابتكرها..
وأنت لست سوى مستخدم / مستهلك، تنقل كل أمراضك وجهلك، عبر الجدران الإلكترونية.
(7)
لدينا ألف حائط إلكتروني.. ولدينا ملايين «الخربشات» التي تكتب عليه.
نحن بحاجة إلى العقل الذي ابتكر هذا الحائط..
قبل أن نبتكر الكلمات التي ستكتب عليه.
قبل أن نبتكر الكلمات التي ستكتب عليه.
محمد الرطيان .. كاتب سعودي.
تعليق