الأئمة و الدعاة في عصرنا الحديث
إنه موضوع حساس جدا ويحتاج لوقفة تأمل
فأرجوا عدم الرد السريع إلا بعد التفكير
الموضوع هو يتعلق بالئمة و الدعاة وكل من يلقي محاضرات دينية
أنا هنا لا أتكلم عن الهدف من الوعظ و الإرشاد فهذه كلها خصال حسنة و إيجابية
بل أتطرق لنقطة أو من زاوية أخرى يغفل عنها الكثير من الناس
وهي قدرة الإمام أو الداعي للمناظرة سواء للمهاجمة أو حتى للدفاع
فهل كلهم يملكون ذلك ؟
صراحة كلما أستمع لحديث ديني في شاشة تلفزيون مثلا
أجد أن الإمام وحيدا في مكتب ينظر للكاميرا ويتحدث أو يلقي درس
وطبعا الدرس دائما يكون في مسار واحد
وحتى وإن كانت هناك مداخلات تلفونية
من المستمعين
فتجد الأسئلة تسلك طابع مسالم سهلة وبديهية
وكأن طفل صغير يسئل
لكن خلينا من هذا وذاك
ماذا لو حطيت إمام سني مع إمام شيعي للمناظرة ؟
ماذا لو حطيت إمام أمام مثلا مسيحي كاثوليكي أو أورتدوكسي أو غيره للمناظرة ؟
هل لديه القدرة على المناظرة ؟
لماذا أقول كل هذا الكلام ؟
السبب
فيه مرة أظن في رمضان الماضي كان داعية كبير معروف يلقي في درس
عبر حصة تلفزيونية فكان يجيب على أسئلة المستمعين
لحين ما إتصل أحدهم وهو مغترب في أمريكا
خرج عن موضوع الحصة
فقال له أن هناك قنواة مسيحية عربية
تسب في المسلمين و الإسلام سبا
فقال له نحن ناس عاديين لا نملك العلم و القدرة لمجابهتهم
فلماذا لا تتصلون بهم وتناقشونهم و تناظرونهم علنا عبر التلفون مثلما أنا أكلمك
فأندهش ذلك الداعي ولم يستطع أن يرد
بل ولم يجد منفذ إلا أن رد عليه قائلا
دعوهم يتكلمون فلا أحد يستمع لهم
هنا تعجبت من هذا الجواب ؟
هل هو هروب من الواقع ؟
كيف تدع ناس تسب في الدين حاملة القرآن وتفسر بمجازهم الخاص المسيحي
لو تسمع لكلامهم تصاب بمرض لا محالة
فلماذا لا يكلمونهم ؟
لماذا لا يناظرونهم ؟
لماذا يتركونهم هكذا يسبون كيفما شاؤو ، ثم من قال أنه لا أحد يستمع لهم
لو كان هذا المسيحي يتكلم لغة أخرى لقلنا الإمام أو الداعية لا يحسن لغات
بل تجده يتكلم العربية بطلاقة
فلماذا لا يردون ؟
رحم الله الداعية العلامة ديدات كان يناظرهم في عقر دارهم
أما اليوم فتجد الإمام لا يستطيع حتى من تحريم شيء واضح للعيان أنه محرم
ولكن الحكومة حللته و الأمثلة كثيرة
وطبعا لو نطق وحاول فسوف يطير هو و راتبه في زنزانات السجون العربية المضلمة
فهل دعاتنا مقيدين ؟
هل هم مسيرين؟
هل دروسهم تلقى وفق أوامر و مصادر عليا ؟
هل لديهم مطلق الحرية في التعبير ؟
وهكذا ،أمور عدة يصعب علينا الإجابة عنها
ولكن هي صراحة مسؤولية كبيرة في عاتقهم
تعليق