نكمل ما بدأناه في الرد السابق عن أدب حاتم الطائي
لنعرف رد مالك لجارية ماوية ورسالته لها ...وكيف كان رد حاتم الطائي
ومدى خلقه وادبه معها
فقال لها: اقرئي عليها السلام، وقولي لها: هذا الذي أمرتك أن تطلقي حاتماً فيه، فما عندي من
كبيرة قد تركت العمل، وما كنت لأنحر صفية غزيرة بشحم كلاها، وما عندي لبنٌ يكفي أضياف حاتم.
فرجعت الجارية فأخبرتها بما رأت منه، وما قال؛ فقالت: ائت حاتماً فقولي: إن أضيافك قد نزلوا الليلة
بنا، ولم يعلموا بمكانك. فأرسل إلينا بنابٍ ننحرها ونقرهم وبلبن نسقهم؛ فإنما هي الليلة حتى يعرفوا مكانك.
فأتت الجارية حاتماً فصرخت به.
فقال حاتم: لبيك، قريباً دعوت.
فقالت:إن ماوية تقرأ عليك السلام وتقول لك: إن أضيافك قد نزلوا بنا الليلة، فأرسل إليهم
بناب ننحرها ولبنٍ نسقهم. فقال: نعم وأبي. ثم قام إلى الإبل فأطلق ثنيتين من عقاليهما
ثم صاح بهماحتى أتى الخباء فضرب عراقيبهما، فطفقت ماوية تصيح وتقول: هذا الذي طلقتك
فيه، تترك ولدك وليس لهم شيء، فقال حاتم :
هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ****كــــــذلك الزمــــــان بيننــا يتــردد
يردُ علينــا ليلة بعد يومها، فلا نَحنُ****ما نَبقـــــى ، ولا الـــــــدّهرُ يَنفــدُ
لنــــــــا أجلٌ،إما تنــــــاهى إمامـه****فنحــن علــــــى آثــــــــاره نتــــورد
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي فَما أنا مُدّعٍ سِواهُمْ****إلـــــى قــــــوْمٍ، ومــا أنـــــا مسند
بـــــدرئهم أغثـــــــى دروءَ معـاشرِ،**** ويَحْنِفُ عَنّـي الأبْلَـــــجُ المُتَعَمِّـــدُ
فمهـــلا !فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتـي****فـــــلا يأمــــــرني، بالدنية ، أســودُ
على جبن إذا كنت، واشتد جانبي****أســـــام التي أعييت، إذْ أنـــا أمـردُ
فهلْ تركتْ قلبــــي حضــور مكانهـا****وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
ومتعسف بالــــــرمح، دونَ صحـابــهِ****تَعَسّفْتُهُ بالسّيـــفِ، والقَوْمُ شُهّــد
فَخَــرّ على حُــــــــرّ الجبيــنِ، وَذادَهُ****إلى المــــوت مطرور الوقيعـة مذودُ
فمــــــا رمته حتى أزحـــــت عويصه****وحتى عَـــــلاهُ حـالِكُ اللّونِ، أسوَدُ
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة****مدى الـــــدهر، ما دام الحمام يغردُ
ولا أشتـــري مـــالاً بِغَـــــدْرٍ عَلِمْتُــهُ****ألا كــــلّ مالٍ، خـــالَطَ الغَدْرُ، أنكَــدُ
إذا كــــــانَ بعضُ المــــالِ رَبّاً لأهْلِــهِ****فـــإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مــالي مُعَبَّــدُ
يُفّكّ بهِ العــــاني، ويُـؤكَــــــلُ طَيّبـــاً****ويُعْطَى إذا مَنّ البَخيــــلُ المُطَـــرَّدُ
إذا مــــــا البخيل الخب أخمدَ نــــاره****أقولُ لمَنْ يَصْلـــــى بنـــاريَ أوقِدوا
توَسّــــــعْ قليـــلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا****وموقدها البـــــاري أعـــف وأحمــدُ
كـــذاكَ أُمـــــورُ النّــــــاسِ راضٍ دَنِيّـة****وســــــامٍ إلى فَـــرْعِ العُـلا، مُتَوَرِّدُ
فمِنْـــــهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّــــــتُّ حَوْلَــــهُ****ومنهم لئيم دائــــــــم الطرف أقود
وداع دعــــــاني دعـــــــوة ، فأجبتـــه****وهل يـــــــدع الداعين إلا المبلَّدُ؟
وشكرا لكرم المتابعة
لنعرف رد مالك لجارية ماوية ورسالته لها ...وكيف كان رد حاتم الطائي
ومدى خلقه وادبه معها
فقال لها: اقرئي عليها السلام، وقولي لها: هذا الذي أمرتك أن تطلقي حاتماً فيه، فما عندي من
كبيرة قد تركت العمل، وما كنت لأنحر صفية غزيرة بشحم كلاها، وما عندي لبنٌ يكفي أضياف حاتم.
فرجعت الجارية فأخبرتها بما رأت منه، وما قال؛ فقالت: ائت حاتماً فقولي: إن أضيافك قد نزلوا الليلة
بنا، ولم يعلموا بمكانك. فأرسل إلينا بنابٍ ننحرها ونقرهم وبلبن نسقهم؛ فإنما هي الليلة حتى يعرفوا مكانك.
فأتت الجارية حاتماً فصرخت به.
فقال حاتم: لبيك، قريباً دعوت.
فقالت:إن ماوية تقرأ عليك السلام وتقول لك: إن أضيافك قد نزلوا بنا الليلة، فأرسل إليهم
بناب ننحرها ولبنٍ نسقهم. فقال: نعم وأبي. ثم قام إلى الإبل فأطلق ثنيتين من عقاليهما
ثم صاح بهماحتى أتى الخباء فضرب عراقيبهما، فطفقت ماوية تصيح وتقول: هذا الذي طلقتك
فيه، تترك ولدك وليس لهم شيء، فقال حاتم :
هل الدهرُ إلا اليوم، أو أمسِ أو غدُ****كــــــذلك الزمــــــان بيننــا يتــردد
يردُ علينــا ليلة بعد يومها، فلا نَحنُ****ما نَبقـــــى ، ولا الـــــــدّهرُ يَنفــدُ
لنــــــــا أجلٌ،إما تنــــــاهى إمامـه****فنحــن علــــــى آثــــــــاره نتــــورد
بَنُو ثُعَلٍ قَوْمي فَما أنا مُدّعٍ سِواهُمْ****إلـــــى قــــــوْمٍ، ومــا أنـــــا مسند
بـــــدرئهم أغثـــــــى دروءَ معـاشرِ،**** ويَحْنِفُ عَنّـي الأبْلَـــــجُ المُتَعَمِّـــدُ
فمهـــلا !فِداكَ اليَوْمَ أُمّي وخالَتـي****فـــــلا يأمــــــرني، بالدنية ، أســودُ
على جبن إذا كنت، واشتد جانبي****أســـــام التي أعييت، إذْ أنـــا أمـردُ
فهلْ تركتْ قلبــــي حضــور مكانهـا****وهَلْ مَنْ أبَى ضَيْماً وخَسفاً مخلَّد؟
ومتعسف بالــــــرمح، دونَ صحـابــهِ****تَعَسّفْتُهُ بالسّيـــفِ، والقَوْمُ شُهّــد
فَخَــرّ على حُــــــــرّ الجبيــنِ، وَذادَهُ****إلى المــــوت مطرور الوقيعـة مذودُ
فمــــــا رمته حتى أزحـــــت عويصه****وحتى عَـــــلاهُ حـالِكُ اللّونِ، أسوَدُ
فأقسمت، لا أمشي إلى سر جارة****مدى الـــــدهر، ما دام الحمام يغردُ
ولا أشتـــري مـــالاً بِغَـــــدْرٍ عَلِمْتُــهُ****ألا كــــلّ مالٍ، خـــالَطَ الغَدْرُ، أنكَــدُ
إذا كــــــانَ بعضُ المــــالِ رَبّاً لأهْلِــهِ****فـــإنّي، بحَمْدِ اللَّهِ، مــالي مُعَبَّــدُ
يُفّكّ بهِ العــــاني، ويُـؤكَــــــلُ طَيّبـــاً****ويُعْطَى إذا مَنّ البَخيــــلُ المُطَـــرَّدُ
إذا مــــــا البخيل الخب أخمدَ نــــاره****أقولُ لمَنْ يَصْلـــــى بنـــاريَ أوقِدوا
توَسّــــــعْ قليـــلاً، أو يَكُنْ ثَمّ حَسْبُنا****وموقدها البـــــاري أعـــف وأحمــدُ
كـــذاكَ أُمـــــورُ النّــــــاسِ راضٍ دَنِيّـة****وســــــامٍ إلى فَـــرْعِ العُـلا، مُتَوَرِّدُ
فمِنْـــــهُمْ جَوادٌ قَد تَلَفّــــــتُّ حَوْلَــــهُ****ومنهم لئيم دائــــــــم الطرف أقود
وداع دعــــــاني دعـــــــوة ، فأجبتـــه****وهل يـــــــدع الداعين إلا المبلَّدُ؟
وشكرا لكرم المتابعة
تعليق