Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نبل ابن الفرات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبل ابن الفرات

    حكى الصابي :

    أن رجلاً اتصلت عطلته ، وانقطعت مادته ، فزوّر كتاباً من الوزير أبي الحسن علي بن الفرات وزير المقتدر بالله العباسي ، إلى أبي زنبور الماذرائي عامل مصر يتضمن المبالغة في الوصايا ، وزيادة الإكرام ، وعمل الصالح

    فلما دخل مصر وأجتمع بأبي زنبور دفع إليه الكتاب .
    فلما قرأ أبو زنبور الكتاب ارتاب في أمره لتغير لفظ الخطاب عما جرت بع العادة ، وكون الدعاء اكثر مما يقتضيه محله ، فراعاه مراعاة قريبة ، ووصله صلة قليلة ، وحبسه عنده على غير وعد وعده به ، ثم كتب إلى أبي الحسن بن الفرات يذكر الكتاب الذي ورد عليه ، وأنفذه بعينه إليه .

    فلما وقف ابن الفرات على الخطاب عرف الرجل ، وذكر ما كان عليه من الحرمة والحاجة ، وما له من الحقوق القديمة عليه ، فعرضه على كتَّابه ، وعرفهم الصورة ، وقال لهم : ما الرأي في مثل هذا الرجل ؟
    فقال بعضهم : تأديبه
    وقال بعضهم : قطع إبهامه
    وقال أجملهم محضراً : يكشف لأبي زنبور أمره ، ويرسم له بطرده وحرمانه .

    فقال ابن الفرات : ما أبعدكم عن الخير ! رجل توسل بنا ، وتحمل المشقة إلى مصر ، وأمّل الخير بجاهنا ، يكون حاله عندكم هذا ، والله لا كان هذا أبداً ، ثم اخذ القلم ، ووقَّع على الكتاب المزوّر : هذا كتابي ، ولست اعلم لم أنكرت أمره ، واعترضتك فيه شبهة ، وليس كل من يخدمنا تعرفه ، وهذا رجل خدمني أيام نكبتي ، فأحسن تفقده ورفده

    ثم صرف الكتاب إلى أبي زنبور ، ومضت على ذلك مدة طويلة إذ دخل على ابن الفرات رجل ذو هيئة مقبولة فأقبل يدعوا له ويقبّل يده ، فقال ابن الفرات : من أنت بارك الله فيك ؟
    قال : صاحب الكتاب المزوّر إلى أبي زنبور الذي صححه كرم الوزير بفضله
    فضحك ابن الفرات وقال : كم وصل إليك منه ؟
    قال : عشرون ألف دينار
    فقال ابن الفرات : الحمد لله على صلاح حالك ، ثم اختبره فوجده كاتباً سديداً ، فاستخدمه.
    المنابر على twitter@ / facebook

  • #2
    شكر الله لك..

    قصة جميلة..



    مع أطيب التحايا الوردية..
    أخوكم المحب جدا/النهاية
    نهايتي في ارتحالي ** نهاية الآمال

    تعليق

    يعمل...
    X